2025-07-30 09:24:05
سامية يوسف عمر.. العداءة الصومالية التي حلمت بالأولمبياد فقضت في البحر المتوسط

في عام 2012، اختفت أحلام العداءة الصومالية سامية يوسف عمر في مياه البحر المتوسط، لتتحول قصتها إلى رمز لمأساة المهاجرين الأفارقة. كانت سامية (21 عاماً) ضمن مجموعة من اللاجئين الذين غرقوا أثناء محاولتهم الوصول إلى السواحل الإيطالية بعد نفاد وقود قاربهم المتداعي.

من مقديشو إلى الأولمبياد

ولدت سامية في مقديشو عام 1991، ونشأت في ظل الحرب الأهلية الصومالية. اكتشفت موهبتها في الجري في سن مبكرة، رغم عدم وجود بنية تحتية رياضية في بلدها. في 2008، مثلت الصومال في دورة الألعاب الأولمبية ببكين، حيث جاءت في المركز الأخير، لكن أداءها لفت الأنظار لشجاعتها وتحديها للظروف الصعبة.
صراع مع التطرف
واجهت سامية تهديدات من جماعات متطرفة بسبب مشاركتها الرياضية، حيث اعتبروها "غير إسلامية". اضطرت للهرب إلى إثيوبيا أولاً، ثم حاولت الوصول إلى أوروبا عبر ليبيا بحثاً عن ملاذ آمن وفرصة لتحقيق أحلامها الرياضية.
مأساة في البحر
في رحلتها الأخيرة، ركبت سامية قارباً متهالكاً مع عشرات المهاجرين. بعد ساعات من العوم، حاولوا الوصول إلى سفينة إيطالية ألقت حبال الإنقاذ، لكن المحاولة انتهت بكارثة. غرقت سامية وهي تحمل معها حلمها الأولمبي ورابطة الرأس البيضاء التي اعتادت ارتداءها في السباقات.
إرث إنساني
ألهمت قصة سامية العديد من الأعمال الفنية والأدبية، منها الرواية المصورة "حلم بالأولمبياد" للفنان الألماني راينهارد كلايست، ورواية "لا تقولي إنك خائفة" للكاتب الإيطالي جوزيه كاتوتسيلا. تحولت سامية إلى أيقونة للاجئين الرياضيين، ورمزاً لضحايا الهجرة غير الشرعية.
اليوم، بينما تستمر أمواج البحر المتوسط في ابتلاع أحلام الشباب الأفارقة، تبقى قصة سامية تذكيراً صارخاً بالمخاطر التي يواجهها من يبحثون عن حياة أفضل، وأهمية إيجاد حلول إنسانية لأزمة الهجرة.